أخرُ الكلمات .. وداعاً
كوكبي .. الذي لم يدرج في مجرات الكون
كانت عيناكِ هي البحار
وغمضتكِ الأمواج
وعلى وجهك تطير الأقمار
في أسراب
وشعرك الليل
تتلألأ في خصلاته النجوم
وخدك الفجر
تغرد عليها الشموس
زمني أنت ..ِ ومكاني أنتِ
وعلى صدرك تحيين الأمسيات
بتلك القناديل الطائرة
وبتلك الشموع الساحرة
يضمني نورك في أي ظلام
لم أشعر أني في غربة
كنت على رموشك أجد الفاتنات
وعلى جفونك أسهر مع الجميلات
وعلى وجنتيك أتحدث مع الصديقات
ويداعبني هوائك بالكلمات
ولم أعرف عنوان للعذاب والأحزان
وأنا في خلدك
عرفت السعادة من شفتيكِ
وعانقت الأفراح في كفيكِ
أنتِ العالم الذي لم تكتمل رحلتي فيه
أنتِ الكون الذي أُخبئُ أسراري فيه
ولازلت أريد أن أكشف أسراره
ولكنكِ رحلتي فجأةً
دون مبررات
دون مقدمات
دون أشارت
فجأة رحلتي
لم أجد رحلتك في قاموس الرحلات
تلاشت في حياتي كل العلامات
حتى أن لساني مات في فمي
وأعضائي غرق في دمي
فبقيتُ جسداً هامداً روحهُ ألمي
سوف أكتب لكِِ
بدمي
قبل أن ينتحر قلمي
أخر الكلمات
.
.
.
وداعاً
وداعاً يا مالكاً روحي وداعاً
و إهداءً لكي روحي وفداءً
وداعاً
كما يودعُ الفارس السيف دماءً
أو كما يودعُ الصقرالجريح سماءً
أو كما يودعُ الصبر العنيد شقاءً
كما تودعُ وردة الربيع شتاءً
أو كما يودعُ الطفل الرضيع أحشاءً
وداعًا
كما تودع ُ الأغصانُ أوراقهُا
أو كما تودعُ الأحزانُ أفراحهُا
أو كما تودع ُ الأمطارُ أشجارهُا
أو كما تودع ُ الأسماكُ بحارهُا
وداعًا
(الوصية )
فرجاءً
أن تبقي علي ذكراي
وأن تجعليني بطل أحلامكِ
وأن ترسمي وجهي في الماءِ والسماءِ
وأن تنقشي أسمي في الأرضِ والصدر
وأن تفرشي بين ذراعيكِ معطفي وغطائيِ
رجاءً
( العهد والوفاء )
وفاءً مني بعد الوداعِ وفاءً
أن تبقي في حياتي صبحً ومساءً
وأن أجعل أنفاسي برائحتكِ شفاءً
وأن أصنع من قصاصاتِ شعركِ رداءً
ومن بقايا دموعكِ دواءً
ومن قارورةِ الحبرِ حساءً
ومن أوراقِ الشعرِ كساءً
ومن أحاسيسِ الحبِ غشاءً
ومن كلامكِ العذب غناءً
ومن أقلامكِ صمتً وحياءً
ومن هشاشات الرمش فراءً
وفاءً مني لكِ وفاءً
( المعاناة )
فابكاءً قد شق أحشائي بكاءً
وصراعاً قد هدى أفكاري صراعاً
هي حالتي أرى فيها كلُ شقاءً
هي لحظةٌ أموتُ فيها وأحياء وأموتُ رضاءً
فيالكِ من الروعةٍ
فهل لكي من رجعةٍ ؟
وداعًا